8 أشياء غيرتها التكنولوجيا بأدمغة الإنسان

20 مايو، 2022

 

من: 

غيرت التكنولوجيا من وظائف أعضاء الإنسان، فقد جعلتنا نفكر بشكل مختلف، وكذلك نشعر بطريقة مختلفة، حتى الحلم أثناء النوم أصبح مختلفًا. لقد أثرت على ذاكرتنا وتركيزنا ودورة النوم. يعود هذا إلى ظاهرة علمية تعرف باسم المرونة العصبية، أو  قدرة الدماغ على تغيير سلوكه بناءً على تجارب جديدة. في تلك الحالة فإن هناك ثروة من المعلومات يتم تقديمها من خلال الإنترنت والتكنولوجيا التفاعلية.

أشاد بعض خبراء الإدراك بآثار التكنولوجيا على المخ، مشيدين بقدرتها على تنظيم حياتنا وتحرير عقولنا نحو تفكير أعمق، لكن البعض الآخر من الخبراء يرى أن التكنولوجيا قد شلت انتباهنا وجعلتنا غير مبدعين وغير صبورين عندما يتعلق الأمر بأي شيء رقمي.

نستعرض في هذا المقال تلخيص لأشياء غيرتها التكنولوجيا بأدمغتنا

 

1- نحن نحلم بالألوان

يؤثر التليفزيون على نفسيتنا كلها، حتى أنه يستطيع التأثير على أحلامنا، في عام 2008، أظهرت دراسة أجريت في جامعة ندنى في استكلندا أن البالغين فوق سن الـ55 الذين تربوا في بيت لديه جهاز تليفزيون أبيض وأسود كانوا أكثر عرضة للحم باللونين الأبيض والأسود فقط، المشاركين الأصغر سنًا الذين تربوا في عصر التكنولوجيا، فأحلامهم دائمًا ملونة.

 

2- جعلتنا نختبر الخوف من الشعور الوحدة
قبل إنستجرام وفيسبوك، كان الناس الذين يختارون قضاء يوم الأجازة في المنزل مع كوب من الكاكاو ونسخة من رواية ما، قد يشعرون بالذنب أو الحزن لأنهم وحيدون لا يمرحون في الخارج، لكن بفضل وسائل الإعلام الاجتماعية، تفاقم هذا الشعور من خلال مشاركة صور العشاء الشهية والحفلات والفيديوهات الطويلة عن الأصدقاء وهم يتشاركون، حتى لو لم تكن تلك رؤيتك عن المرح، فسوف تشعر بأنك يجب أن تفعل شيئًا مثل الآخرين .. هذا هو الخوف من الشعور بالوحدة.

مجرد صور الوجبات الشهية الخاصة بالأصدقاء على انستجرام تجعلك لا ترى وجبتك جيدة المذاق بسبب المقارنة مع الصور.

 

3- متلازمة الاهتزاز الوهمية

نحن الآن ربما نتخيل أن هواتفنا ترن بينما هي ليست كذلك، في عام 2012 أجريت دراسة نشرت في مجلة تكنولوجية ووجد الباحثون أن حوالي 98% من الطلاب الجامعيين الـ290 الذين شملتهم الدراسة قالوا بأنهم شعروا بمتلازمة الاهتزاز الوهمية، وهي عبارة عن الشعور الجسدي بأن الهاتف يهتز وهو ليس كذلك، شعروا بهذا الشعور مرة واحدة كل أسبوعين على الأقل.

يقترح بعث الباحثين أن الأحاسيس الجسدية مثل الحكة قد يساء تفسيرها من قبل أدمغتنا على أنها هاتف يهتز، رغم أنها ليس مشكلة جسدية، لكنها تظل مزعجة بعض الشيء بالنسبة لنا.

 

4- لا نستطيع النوم

التكنولوجيا عودتنا على أن ننام وأجهزة الكمبيوتر تصدر ضوءًا لطيفًا بالقرب من السرير، آخرين ربما ينتهي يومهم بقراءة فصل في رواية ما على الآيباد الخاص بهم. تلك العادات الرويتينية المريحة ليلًا ربما تسبب اضطرابًا في أنماط النوم لدينا.

 

علماء الأعصاب وجدوا أن الأضواء المتوهجة المنبعثة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وشاشات الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، أنها تسبب فوضي مع هرمونات الجسم الذي تحفز اليوم، التعرض للأضواء الساطعة يمكن أن يخدع الدماغ، ويجعل العقل يظن أنها في النهار. تلك الآثار ربما تكون لها آثار مدمرة على الساعة البيولوجية للجسم، أعيننا حساسة خصوصا للضوء الأزرق المنبعث  من الشاشات .. هذا يصعب من النوم كثيرًا، خصوصًا بالنسبة لأولئك الذين يعانون ويكافحون الأرق بالفعل.

 

5- ذاكرتنا ليست كبيرة

في الماضي في الأيام الخالية كان التعلم بالحفظ عن ظهر قلب هي مهارة ترفع من شان الشخص، في الواقع فإن الطالب كان عليه أن يقرأ الكتاب كاملًا بالاعتماد على ذاكرته فقط. الآن في عالم جوجل السعيد، نحن لا نهتم أن نحفظ الحقائق فجميع المعلومات في متناول يدينا، فلما نسأل مثلًا عن عاصمة موزمبيق طالما نستطيع أن نسأل سيري أو جوجل؟

في عام 2007 في استطلاع علم الأعصاب تناول 3000 شخص وجد أن المشاركين الأصغر سنا كانو أقل عرضة لتذكر المعلومات الشخصية القياسية مثل رقم الهاتف الخاص بهم أو عيد ميلاد قريب لهم، الدراسة أظهرت أيضًا أن ذلك يقلل من العمليات الحسابية البسيطة، حتى أن بعض الأشخاص لا يستطعن التنقل في مدنهم دون مساعدة نظام تحديد المواقع.

وتبين أيضًا أن وسائل الإعلام الاجتماعية والإنترنت تقصير من فترات انتباهنا. الأشخاص المغمورين في وسائل الإعلام يجدون صعوبة في قراءة كتاب لفترة طويلة من الزمن، وغالبًا ما يقرأون أجزاء من المقالات على الإنترنت بدلًا من قراءة كل كلمة. هذه الظاهرة يمكن أن تكون مثيرة للقلق خاصة عند الشباب، لأن عقولهم أكثر ليونة، وبالتالي قد تفشل تطوير مهارات التركيز فيما بعد.

 

6- نمتلك مهارات بصرية أفضل

في دراسة أجريت عام 2003، أظهرت المتفوقين في ألعاب التصويب مثل " كول أوف ديوتي" تتعزز عندهم عملية صنع القرار وكذلك المهارات البصرية. هذه الألعاب المثيرة تجبر اللاعبين على اتخاذ قرارات مفاجئة على أساس الإشارات البصرية، مما يعزز مهارات الانتباه البصري المتصل بالمكان، أو القدرة على تحليل تفاصيل البيئة المادية، محبو ألعاب الفيديو جيم لديهم تحديد أفضل لتباين الأشياء في البيئة القاتمة

في الوقت نفسه، فإن الألعاب المعقدة التي تستند إلى الإستراتيجيات مثل "ستار كرافت" فربما تحسن المرونة الإدراكية للدماغ أو القدرة على التبديل بين المهام، وبالتالي تعزيز القدرة المتنازع عليها كثيرًا وهي تعدد المهام. كان هذا صحيحًا جدًا بين المشاركين الأكبر عمرًا.

 

7- فقر السيطرة على الانفعالات

لسوء الحظ، نفس الدراسة عام 2003 أظهرت أن ألعاب الفيديو جيم مثل لعبة "هالو" يمكنها أن تمنع قدرة اللاعبين على كبح السلوك المتهور أو العدوانية، وخلص الباحثون إلى أن إجبار اللاعبين على اتخاذ قرارات مفاجئة في حالات العنف يجعلهم يتخذون ردود فعل غير محسوبة الدوافع، وهذا يعني أنهم أكثر احتمالا للتفاعل الفوري دون رادع للعدوان في الحياة الحقيقية

أظهرت دراسات أخرى فكرة وجود صلة بين ألعاب الفيديو جيم العنيفة (وأشكال العنف الأخرى في وسائل الإعلام) ومشاكل العدوان والانتباه.

 

8- ننشئ أكثر

في نهاية هذا المقال نوضح أن التكنولوجيا تجعل من السهل على الفنانين وغير الفنانين على حد السواء التعامل مع وسائل الإعلام الإبداعية، الإنترنت يعزز ما يسمى بـ"الفائض المعرفي"، يمكننا أن نكرس الساعات الزائدة وقدرة الدماغ لمتابعة الأنشطة والأهداف التي نستمتع بها، على سبيل المثال وسائل الإعلام الاجتماعية تجبر المستخدمين على التعامل مع النصوص والصور وأشرطة الفيديو لكن مشاهدة التليفزيون لا تؤدي إلى ذلك. كما أن وسائل الإعلام الاجتماعية تعزز ثقافة المشاركة، المستخدمون يشعرون بأنهم يميلون ناحية خلق وتبادل الأشياء من تلقاء أنفسهم سواء كان ألبوم على فليكر أو رأي في كتاب أو المساهمة في ويكبيديا.

نحن نفعل الأشياء لأنها مثيرة للاهتمام، لأنها تتشارك، لأنها الأشياء الصحيحة التي يجب أن نفعلها، لأنها تسهم في بناء هذا العالم

بمجرد أن نتوقف عن التفكير حول كل هذا الوقت كونه مجرد دقائق فرديه، ونبدأ في التفكير على أن هذا الأمر يمكن تسخيره اجتماعيا فسيبدو كل شيء مختلفًا تمامًا، إن تراكم وقت الفراغ هذا بين السكان المتعلمين في العالم ربما يصل إلى تريليون ساعة سنويًا وهو مورد جديد
 

إذا كنت تريد ان تعرف كل الأخبار الجديدة و الهامة قبل الآخرين، انضم لقائمتنا البريدية بالأسفل واحصل على نشرة اسبوعية بكل ما هو جديد فى عالم التكنولوجيا